Friday 27 January 2012

أخطاء دول الخليج فى أفغانستان مرورا بالعراق و تكرارها فى سوريا

تتناقل الاخبار حاليا و خصوصا بين وسائل الاعلام الغربيه و العربيه, عن نية دول الخليج  منها مثل السعوديه وقطر على التمويل و تسليح المعارضه السوريه للانقلاب على الحكم و تخليص الشعب السورى من الحكم الحديدى لحزب البعث و الاقليه العلويه فى البلاد.  المقلق فى تلك الاخبار أن دول الخليج و بدعم غربى لا محدود يقومون مره اخرى بدعم مجموعات مسلحه دينيه متطرفه و تكوين جيش من المتطوعين و غالبيتهم من عناصر ذات التاريخ مع التيارات الاسلاميه التى لطالما قاتلت ضد الحكم البعثى فى سوريا.  أيضا تتواتر الاخبار عن نقل مقاتلين اسلاميين من ليبيا خصوصا ذو التوجهات السلفيه المتشدده الى الحدود مع سوريا للمساعده فى تدريب و شن هجمات على النظام السورى.  أنباء أخرى تتحدث عن محاولات لنقل المتشددين من منطقة غرب العراق الى سوريا ايضا للقتال هناك.  طبعا فى هذه المقاله لانريد ان نكن المديح للنظام السورى, لانه نظام قام على الدمويه و سحق حقوق الانسان و تمركز الثروه و السلطه فى يد فئه قليله حول الحكم و أفقار بقية الشعب السورى.  لكن اريد أن أوضح لخطورة الخطه الغربيه و أنقياد دول الخليج لها بالدعم للجماعات المتطرفه فى سوريا ذات التاريخ الاسود ضد الدمقراطيه و حقوق الانسان فقط فى سبيل أسقاط النظام الحالى هناك.  فيكاد التاريخ يكرر نفسه بالدعم الغربى الخليجى الغير محدود للفصائل الاسلاميه فى أفغانستان و من ثم تتوالى الاحداث و التطرف ضد دول الخليج من الجماعات الافغانيه التى تم دعمهم فى الامس ...
خلال الاجتياح السوفيتى لافغانستان فى اواخر السبعينيات تم تقديم دعم هائل من قبل دول الخليج و الغرب للجماعات الاسلاميه المسلحه لاستنزاف الاتحاد السوفيتى.  لكن المشكله كانت فى تقديم جل الدعم المالى و العسكرى لجماعات أفغانيه متشدده مثل الحزب الاسلامى لقلب الدين حكمتيار و غيرها من الجماعات و أستبعاد الاحزاب و الجماعات الافغانيه المعتدله.  و كانت النتيجه بعد الانسحاب السوفيتى فى أواخر الثمانينات أن تبنت تلك الجماعات الافغانيه للمتشدين فى العالم العربى و خصوصا الخليج.  و بدأت موجه من العمليات الارهابيه تجتاح الخليج فى بداية التسعينات خصوصا ضد المواقع الغربيه و كانت جميع التحقيقات على تلقى المتورطين الخليجيين الدعم التدريبى و اللوجستيكى من الجماعات الافغانيه التى دعمتها دول الخليج فى السابق بالمليارات من أموال النفط.  و أيضا لسياسة قصر النظر الخليجيه و التبعيه الا محدوده للسياسات الغربيه, ايضا قامت دول الخليج بدعم جماعة طالبان فى بداياتها فى منتصف التسعينات من غير التدقيق بالايدلوجيه المتشدده لطالبان و ما هى النتائج المترقبه على دعمهم على أمن دول الخليج.  و تتكرر التجربه مره أخرى وتقوم جماعة الطالبان بأستقطاب المتشديدن الخليجيين و خصوصا جماعة بن لادن و تتكرر الهجمات الارهابيه داخل دول الخليج الى أن تحصل الكارثه الكبرى بهجمات 11 سمبتمر و تورط الغالبيه الخليجيه فى الهجمه الارهابيه و تكون لها ارتدادات كبيره على دول الخليج نفسها من قبل الدول الغربيه.  للاسف تتكرر النظره الضيقه لبعض دول الخليج خصوصا بعد سقوط نظام صدام حسين و فوز الغالبيه الشيعيه فى الانتخابات فى العراق.  حيث تقوم بعض الدوائر الخليجيه أيضا بدعم الجماعات المتشدده فى العراق للقيام بعمليات ارهابيه و تخريبيه و اثارة الفتن فقط لتخريب العمليه الديموقراطيه هناك حتى لايكون لها تأثير معاكس على دول الخليج.  و أذا لدول الخليج تتحمل مره أخرى وزر مساندة بعضهم للجماعات المتشدده فى العراق على الامن الخليجى من أنتشار للطائفيه و القبض بين فتره و أخرى على خلايا تخريبيه من مواطنين خليجيين تدربو فى العراق و ظهور جيل جديد من المتطرفين الخليجيين اشد تطرفا من السابق بعد عودتهم من العراق و مساندة الجماعات المتطرفه هناك مثل أبو مصعب الزرقاوى و غيره ...


حاليا و للاسف مع تواتر الاخبار عن دعم دول الخليج للجماعات المسلحه المتطرفه فى سوريا, يفتح الباب مره أخرى للسياسات الخاطئه و ذات النظره القصيره التى تتصف بها الانظمه الخليجيه.  الكل يعلم عن نفاذ صبر الشعب السورى من نظامه الفئوى و الفاسد, لكن للاسف دعم دول الخليج و الدول الغرب لاسقاط النظام السورى ليس لصالح أشاعة الديموقراطيه فى هذا البلد ولاجل حقوق الانسان.  كل هم دول الخليج بسقوط النظام السورى و التخلص من عقدة الصراع العربى الاسرائيلى و دخول النظام السورى الجديد فى مفاوضات مع الجانب الاسرائيلى للحل الاخير.  لكن مشكلة دول الخليج فى دعمهم لعناصر جدا متطرفه فى المعارضه السوريه و لا يدعمون بالكفايه الجماعات المعتدله المحترمه للديموقراطيه و حقوق الانسان.  لهذا بسقوط النظام السورى الحالى و طبيعة البلد المفكك داخليا الى طوائف و ملل مختلفه و فى نفس الوقت دعم جماعات متطرفه بالمال و السلاح, سيخلق حاله مثل أفغانستان لكن هذه المره فى بلاد الشام ... بدعم التطرف فى دوله مثل سوريا التى تعتبر القلب النابض للعالم العربى مع ايضا الامتداد الجغرافى و البشرى مع دول الخليج سيرتد آجلا أو عاجلا على دول الخليج حتى بدرجه أخطر من التجربه الافغانيه.  لهذا على دول الخليج و خصوصا الكبرى منها التعقل فى الموضوع السورى و عدم الجنوح بالكامل للخط الغربيه التى لطالما كانت لها نتائج عكسيه.  دول الخليج مطالبه بحماية الشعب السورى من بطش النظام, لكن فى نفس الوقت ليس باستبدال أستبداد النظام هناك بأستبداد أكثر شراسه من الجماعات المتطرفه على وزن طالبان فى أفغانستان.
نشرت فى صحيفة الحصيله