Thursday 27 June 2013

مقابله خاصه مع السيد أحمد عباس المهرى فى المنفى - الرجل الذى سحبت جنسيته بسبب دفاعه عن الدستور خلال أحداث مسجد شعبان

 
 
المتواجدين فى اللقاء: أبراهيم خليل حاجى أيراهيم و محمد الحبيب
مكان اللقاء: أحد ضواحى لندن
تاريخ اللقاء: 5 – 19 - 2013
 
منذ أن كنت فى العشرينات من عمرى و مع بداية أنفتاحى على عالم السياسه و ما يجرى محليا على وجه الخصوص, كنت أسمع من الكثيرين و أقرأ فى بعض المصادر عن حادثة مسجد شعبان سنة 1979 الشهيره.  أتذكر جيدا خلال أوساط التسعينات كان كتاب "الكويت و الآخر الخريف" للسيد أحمد المهرى عن أحداث مسجد شعبان يعد يومها الكتاب السياسى الثانى أو الثالث الذى أقرأه فى حياتى. بالاشاره الى أحداث مسجد شعبان فلابد الحديث عن عائلة السيد المهرى خصوصا المرحوم السيد عباس المهرى و أبنه السيد أحمد و ما عانته العائله و دفعت ثمنه من سحب لجناستهم و طردهم خارج الوطن لمدة قاربت ال 10 سنوات تقريبا.  يتكلم الكثيرين عن أحداث مسجد شعبان المفصليه فى تاريخ الكويت و تطورها السياسى و أيضا بالخصوص تاريخ الطائفه الشيعيه فى هذا الوطن الصغير.  و حصلت بعض الكتابات عن أحداث مسجد شعبان و الاشاره لها و النقاط الاساسيه حولها. و ظلت الناس تتهامس عن أحداث مسجد شعبان و دور عائلة السيد مهرى, و بعض الكلام حقيقى و البعض الآخر مبالغ فيهه و الله العالم كثرة النقل تخفى الكثير من الحقائق.  
لأهمية أحداث مسجد شعبان و أيضا تطور الاوضاع فى الكويت من ما يسمى الحراك السياسى حاليا و ظاهرة الرموز التى بدأت تنتشر فى البلد, قررت أنا و زميلى باحث الدكتوراه فى مجال التاريخ فى الخليج  محمد الحبيب, أننا ما دمنا مقيمين فى لندن لنبحث عن السيد أحمد المهرى, الرجل المحورى فى أحداث مسجد شعبان و الذى لا تزال جنسيته مسحوبه و يقيم فى مدينة لندن.  الباحث محمد الحبيب يقوم حاليا بمجموعة أبحاث تاريخيه و المقابله جزء من عمله الاكاديمى, لهذا من خلال جهد شخصى من الزميل محمد الحبيب أستطاع الحصول على رقم هاتف السيد المهرى و التكلم معه و الاتفاق على لقاء فى بيته للحوار و المقابله فى يوم الاحد.   موقع بيت السيد أحمد المهرى يبعد عن مسكننا حوالى النصف ساعه فى السياره فى منطقة الجنوب الغربى من ضواحى لندن.  خلال الطريق فى السياره كنت أنا و زميلى محمد حبيب نتناقش و نخمن أن السيد أحمد المهرى ربما يكون بعد كل تلك السنين و الشقاء فى الغربه اصبح أنسانا آخرا أكثر أنفعاليه و عصبيه, لهذا تعاهدنا أن يكون لنا طولة البال و سعة الصدر أذا ما كان الشخص المقابل أبدى أنفعالا ما خلال المقابله خصوصا أننا نسترجع ذكريات حزينه جدا لشخص دفع ثمنها غاليا و أنتزع من ارضه بسببها ...
وصلنا الى بيت السيد أحمد المهرى بعد العصر, ففتح لنا الباب هو شخصيا فكان رجل متوسط القامه ملأ الشيب لحيته و رأسه و كان مبتسما و يرحب بنا من عند الباب كأنه يعرفنها من قبل.  من موقف الرجل المرح عند باب, ازداد شوقنا للتحدث معه و بل تبددت لدينا المخاوف من عصبية الرجل أو تأثره من الزمن و آهاته.  عند باب المنزل بعد السلام عليه قلت له شخصيا أنه المرحوم الحاج عبدالله بوصخر هو جد والدتى, فمسكنى من يدى و رحب بى كثيرا و أجلسنى بقربه داخل البيت لانه هناك علاقه عائليه بين أهل جد والدتى و عائلة بيت المهرى.  داخل البيت بدأ فى سؤالى السيد أحمد المهرى عمن تبقى من خوال والدتى أبناء المرحوم عبدالله بوصخر, كان ردى أن أغلبهم ذهبوا الى جوار ربهم !
 
السيد أحمد عباس المهرى خلال اللقاء
 
 المهم أصر الرجل على ضيافتنا و تقديم المشروبات قبل بدأ الحديث ........ و كان الحديث على صيغة سؤال و جواب شاركنا نحن الاثنان فى طرحه على السيد المهرى و هو كالتالى:
 سؤال: سيد أحمد ممكن تحدثنا عن تاريخ العائله فى الكويت و هجرتها ؟
أصل عائلة المهرى هاجرت من الاحساء تقريبا قبل 300 سنه الى أيران و تحديدا ما يسمى حاليا مهر فى محافظة فارس.  يقال أنه أسباب هجرتنا بسبب القلاقل السياسيه فى الاحساء و كانت الهجره بشكل جماعى الى أيران.  خلال تنقل العائله فى أيران مرت على قريه تسمى مهر و سكنت بها و أستوطنتها.  يقال أن أجدادى أختاروا قرية مهر لان ماءها الاصلح لعمل القهوه العربيه !  خلال سكنهم فى قرية مهر أخذوا تعهد على الحاكم الفارسى أنه لا يتم تجنيدهم فى الجيش الفارسى لانهم عرب و ليسوا عجم.  و لا تزال فى قرية مهر الى الآن يتم تقسيم الناس هناك بين عرب و فرس و تتداول الكلمات العربيه بين سكانها مثل تفق (سلاح).  بالنسبة لعائلتنا هجر الجد الى العراق لغرض الدراسه الدينيه و والدى قدم أول مره للكويت فى الاربعينات, لكن عاد للعراق لانه يتابع دراسته الدينيه فى النجف.  و ظل السيد عباس المهرى (الوالد) يأتى للكويت و يتردد عليها لالقاء المحاضرات الدينيه, لكن بسبب ألحاح بعض من أهل الكويت خصوصا من رواد الحسينيات أقتنع الوالد فى الاربعينيات للاقامه فى الكويت. لهذا فى البدايه لما أقنع الوالد للتقديم على الجنسيه أخذها طبقا للماده الثانيه و لم يكن راضى عن ذلك, لكن بعدها عدلت الدوله جنسية الوالد و أصبحت الاولى بالتأسيس.
سؤال: سيد أحمد ماذا عنك خصوصا نشاطك السياسى فى الكويت ؟
أنا شخصيا منذ صغرى كنت مولعا فى الكتب السياسه و الفلسفيه لهذا منذ كان عمرى 15 سنه كان لدى ميول سياسيه للاصلاح و التقدم.  أنا كنت أناصر حركة مجلس 1938 لتأسيس المبدأ الديموقراطى فى الكويت على عكس الوسط الشيعى فى ذلك الوقت الذى ينظر بريبه لحركة مجلس 1938 و أعضاءه.  حتى والدى السيد عباس كان يكره حركة مجلس 1938 و من أشد مناصرى و محبين الشيخ أحمد الجابر لانه بنظره أنقذ الشيعه فى الكويت من عنصرية أعضاء حركة المجلس.  كنت أحاول أن أقنع الوالد أنه حتى لو كانت تلك الحركه عليها مآخذ لكن لها أيجابيات كثيره, لكن الوالد لم يكن يقتنع بالكلام و يصر على تقديره للشيخ أحمد الجابر و تحركه ضد المجلسيين ... على العموم خلال الستينات شكلت أنا و مجموعه من الشباب تنظيم أسلامى جدا سرى فى الكويت و كان يضم الشيعه و السنه أيضا و كان للتنظيم أمتداد لحزب عراقى فى ذلك الوقت و كنا نعتبر الفرع فى الكويت.  لكن لامور معينه خصوصا اننا رأينا خطورة الارتباط بالخارج قررنا أنهاء التنظيم و أتصلنا بالجانب العراقى و كانت صدمه لهم.  أرسل لنا الحزب العراقى شخصا للتفاهم معنا لكن كان هناك اصرار منا على فك الارتباط و أنهاء الموضوع.  أيضا قررنا نحن فى التنظيم عند حله بعدم البوح بأسمائنا و عدم التكلم بتلك المرحله حتى بعد زمن و أعتبار ما حصل سرا يموت مع موت أصحابه. 
فكنت نشط سياسيا منذ صغرى و كان الوسط الشيعى فى ذلك الوقت غير مسيس و لا يهتم بالسياسه لهذا من كان يعمل بالسياسه من الوسط الشيعى يعتبر شخص مميز فى الطائفه. أيضا قاعدتى الاساسيه فى العمل السياسى هو العمل السلمى فلم أكن يوما من الايام متأثرا بالخيار العنيف للتغيير السياسى و كنت دائما أتبع الخط القرآنى بالدعوه الى التغيير من خلال الآليات السلميه فقط.  على الصعيد الشخصى و العائلى بسبب أدمانى العمل السياسى أيضا أثر ذلك على حياتى الشخصيه, حيث كنت تاجر و أملك 4 محلات تجاريه فى سوق الكويت لكن بسبب أنشغالى السياسى أهملت عملى التجارى الاصلى و أصبحت الايرادات الماليه ضعيفه.
سؤال: سيد أحمد ماذا عن والدك السيد عباس المهرى هل كان ايضا يشاطرك العمل السياسى خصوصا أنه كان يعتبر رمزا سياسيا لدى الكثيرين ؟
والدى رجل دين فقط و ليس سياسيا و على عكس ما يتصور الكثيرين, فأن السيد عباس لم يكن يفقه كثيرا فى السياسه و أنا كنت من أوجهه سياسيا و ارشده.  والدى كان كل همه العمل الدينى و تمثيل المراجع, و لم يكن عمله الاساسى الدخول فى المجال السياسى, ما عدى أثناء الثوره الايرانيه و ما عملته أنا من تحرك فى الكويت فأدخلت والدى فى العمل السياسى.  حتى أحداث مسجد شعبان كنت أنا محركها الرئيسى و المخطط الاول منذ البدايه و لم يكن لوالدى الدخل بها, لكن بسبب أننى أبن السيد عباس و لانه والدى خطيب مسجد شعبان و يملك التقدير بين أوساط الشيعه, تصور الكثيرون أنه والدى هو الرمز السياسى و من حرك الاحداث !
 
صورتى مع السيد أحمد خلال الحديث
سؤال: لكن والدك المرحوم كانت لديه أمتدادات خارجيه مع السياسيين الايرانيين خصوصا ؟
صحيح والدى منذ أيام دراسته الدينيه و الحوزويه فى النجف كان لديه أحتكاك مع المعارضين الايرانيين لحكم الشاه و كون معهم علاقات لانهم رجال دين بالدرجه الاولى.  و على رأس المعارضين الايرانيين كان الامام الخمينى حيث للسيد عباس علاقه خاصه و جدا قويه معه و بل يعتبر الامام الخمينى والدى أحد الثقاة الذين يبوح له بأسراره.  حتى بعد الثوره مباشره والدى السيد عباس أتصل بالامام الخمينى و أختار أحد الدكاتره الايرانيين العاملين فى معهد الابحاث لكى يكون سفيرا لدى الكويت.  و لتقدير الامام الخمينى لوالدى بالفور و من غير نقاش طلب من وزير الخارجيه بتعيين ممن أختاره والدى لكى يكون السفير الايرانى فى الكويت.  الامام الخمينى لم يكن يرفض أى طلب لوالدى بسبب علاقتهم الطويله منذ أيام النجف.
أيضا بسبب علاقة والدى مع الثوار الايرانيين و كبارهم أيضا أنا كونت معهم علاقه خاصه و كان الامام الخمينى يعرفنى شخصيا و يستمع لى أيضا.  أنا من أقنع الامام الخمينى للقدوم للكويت بعد طرده من العراق و وصل بالفعل لى معبر صفوان لكن السلطات الكويتيه لم تسمح له.  أيضا أنا كنت فى نفس الطائره التى أقلت الامام الخمينى من باريس الى طهران فى تلك الرحله التاريخيه الشهيره.  لهذا كنت أعرف رؤوس الحكم فى أيران الثوره شخصيا و على أتصال معهم ...
سؤال: ماذا عن علاقات والدك مع المعارضه الايرانيه و تداخلها مع شاه أيران حليف الكويت فى ذلك الوقت ؟
والدى دائما لديه الكويت أهم شيئ و أذا تقاطعت المصالح كان يفضل مصلحة وطنه الكويت على أى شيئ أخر.  أقول لكم الآتى و الدليل على كلامى, خلال السبعينات السيد عباس كان يشن هجوما على شاه أيران فى الكويت مم سبب أنزعاج السفاره الايرانيه و أتصلت بالجانب الكويتى.  يوم من الايام تم أتصال سرى بين الشيخ مشعل الاحمد للقاء والدى فى أحد المكاتب التجاريه فى سوق الكويت و تم اللقاء و طلب الشيخ مشعل من والدى التقليل لانتقاده للشاه لما له من حساسيه على الكويت, و فعلا والدى أمتثل و قلل كثيرا من أنتقاده للنظام الايرانى حرصا على سلامة العلاقات مع الكويت و حبه لوطنه و قيادته.
سؤال: سيد أحمد لماذا تحركت سياسيا فى الكويت و مهدت لاحداث مسجد شعبان ؟
مثل ما ذكرت فى السابق أننى كنت ناشطا سياسيا منذ صغرى و كنت غير مرتاح من حال المواطنين الشيعه و أبتعادهم عن العمل الوطنى الدستورى.  أيضا كنت شخصيا غير مرتاح لطريقة أدارة الدوله من غير تحقيق تنميه حقيقيه للانسان و أشاعة العدل و المساواة بين جميع من يعيش على ارض الكويت حتى من الاخوان الوافدين.  نمط أدارة الدوله ما يزال كما هو النفط يباع و توزع الثروه بشكل غير عادل و من غير أنتاجيه مما يجعل مستقبل البلد غير واضح للاسف.  أيضا مما أثر فى داخلى أن خلال فترة حل مجلس الامه فى أواسط السبعينات لم أكن مرتاحا لتصرفات بعض الوزراء خصوصا أنه لم يكن هناك أى نوع من الرقابه عليهم, و البعض منهم فعلا أساء أستخدام المنصب للتكسب الخاص.  لهذا قررت من داخلى عمل نوع من أنواع التحرك الشعبى الجاد على مستوى الشارع لعودة الدستور و أحترام العمل البرلمانى.
سؤال: لكن يقال أنه مطالبكم كانت طائفيه و مختصه بالشيعه فقط و أنكم أمتداد لما يسمى تصدير الثوره الايرانيه ؟
أبدا هذا الكلام غير صحيح بتاتا و كانت جميع مطالبى و مطالب الحركه متمحوره حول العمل الدستورى و عودة البرلمان و حقوق المرأه للترشيح و الانتخاب و أيضا شملنا حقوق الوافدين لكى يشعروا أنهم يعملون فى وطنهم الثانى و ليسوا غرباء.  على فكره جميع تسجيلات الصوتيه لمطالبات مسجد شعبان لاتزال موجوده و يمكنكم الرجوع أليها لمعرفة تفاصيل مطالبنا.  نحن نريد العودة للدستور و الرقابه الشعبيه على الحكومه فقط و لم يكن هناك لا أجندات داخليه ضيقه و لا حتى خارجيه فى تحركاتنا خلال أحداث مسجد شعبان. 
هناك شيئ أريد أن أقوله لكم بعد تلك السنين لأثبت أن حركة شعبان كويتيه خالصه.  قبل التحرك الفعلى لاحداث مسجد شعبان, ذهبت الى الامام الخمينى شخصيا و تكلمت معه أننى أريد أن أعمل تحركا سياسيا داخل الكويت, لكن هذا التحرك أصلاحى داخلى فقط و وفقا الاطر القانونيه و الدستوريه الكويتيه, فعلا الامام الخمينى تفهم هذا الشيئ.  كان هدفى من أخبار مرشد الثوره الامام الخمينى حتى لا يعتبر الايرانيين أنه تحركنا فى الكويت جزءا منهم فيقوم المسؤولين الايرانيين و أعلامهم بتصوير الحراك بشكل قد يخيف السلطه فى الكويت على انها ثوره شيعيه أيرانيه.  كنت فقط أريد من الجانب الايرانى الصمت و عدم التدخل حتى لا يختلط الحابل بالنابل خلال أحداث مطالبات مسجد شعبان.
 سؤال: المعارض أحمد الخطيب كتب كتاب عن حياته و أشار الى أنه أحداث مسجد شعبان كان ثوره شيعيه ؟
السيد الخطيب صديق لى و وقف مع محنة العائله و لا أنسى موقفه و لا أريد التعليق على كلامه فى مذكراته .....
 
زميلى محمد حبيب مع السيد أحمد المهرى
 
سؤال: لكن تحرككم تزامن مباشره مع الثوره الايرانيه, و ذلك وحده كفيل بربط الموضوع مع أيران ؟
فعلا تحركنا بعد أنتصار الثوره فى ايران ليس من دافع أننى أريد أن أستند على الايرانيين فى تحركى داخل الكويت كما يتصور البعض.  كما تعرفون الثوره الايرانيه أعطت دافع لشعوب المنطقه للجرأه فى الحديث و التحرك الفعلى و ليس فقط التنظير, لهذا كان منطلقى لاستثمار حماس الناس جميعا لعمل تغيير فى الكويت و التحرك لعودة الدستور و المجلس المنتخب و ليس لعمل ثوره أو شيئ أخر.  رأيت شخصيا أنه هذا الوقت هو المناسب للتحرك على صعيد الشارع و تجييش الناس للمطالبات الدستوريه.
سؤال: لماذا أخترت مسجد شعبان كنقطه للانطلاق و ليس الديوانيه أو مكان آخر ؟
السبب الرئيسى أن والدى خطيب هذا المسجد و كل الناس تعرف ذلك و لما لهذا المسجد من أحترام لدى الكويتيين.  فمن خلال التحرك عن طريق مسجد شعبان ستكون هناك دعايه أقوى خصوصا بين العامه و التفاعل بشكل جماهيرى أكبر.  فعلا هذا الذى حصل كانت الناس تتدفق بكثافه و تشارك فى ندوات مسجد شعبان و كانوا يتزايدون يوما عن يوم, حتى أنظم الاخوان من أهل السنه لنا و أيضا من أبناء القبائل بسبب مطالبنا الوطنيه الدستوريه الخالصه. 
سؤال: لكن ماذا عن مشاركة القوميين و القوى الوطنيه فى أحداث مسجد شعبان ؟
فى البدايه لم يشارك القوميين فى حركة شعبان, لكن بعد أعتقالى من قبل الامن بعد اسبوعين تقريبا بدأت مشاركة القوميين و رموز العمل الوطنى لما شاهدوا و بعد أن تأكدوا أنه حركتنا وطنيه خالصه و فقط تريد عودة الدستور شاركوا بقوه و حضروا. 
سؤال: بما اننا نتكلم عن الاعتقال ماذا عن موقف السلطه معك فى بداية الاحداث ؟
أكثر من جهه من السلطه أرسلت لى موفدا و أستدعتنى أيضا لمعرفة ماذا أريد, و كان ردى حاسم اريد الدستور و عودة المجلس و الاصلاحات الديموقراطيه فقط.  أحد تلك الجهات التى أرسلت لى الديوان الاميرى و فعلا ذهبت الى الديوان و قابلت أحد السكرتاريه.  و بعد أن تحدثت فى الديوان و علموا مطالبى الاصلاحيه تم عرض على اذا كنت اريد أى شيئ أخر و كان ردى حاسما, أنا لا أريد أى عطايا و فقط أصلاح بلادى !
أيضا تكرر الامر من رئيس الوزراء فى حينها الشيخ سعد العبدالله و أرسل لى شخصا من ديوان ولى العهد برتبه أمنيه, و كان أيضا ردى أنا اريد الاصلاح فقط و لا شيئ آخر .....
سؤال: فى اشاعات أنه خلال خطبكم أنكم اسأتهم ضد القياده العليا بكلام غير لائحق أو ما شابه ذلك ؟
أبدا لم يحصل ذلك و بأمكانكم الرجوع الى جميع محاضرات مسجد شعبان, كان هدفنا اصلاحى وطنى فقط.  نحن نحب قيادتنا و نريد الاصلاح حتى نصل الى وطن أفضل و نحمى بلدنا الصغير من عواصف المنطقه.
سؤال: خلال الاحداث هل تكلم ضدك أو وقف ضدك أحدا من الشيعه المحسوبين على النظام, لتخريب تحركك ؟
لم أسمع أن أحدا من ما يسمى وجهاء الشيعه قد تكلموا ضدى, نعم كانت هناك نصائح فقط من بعض وجهاء الشيعه خصوصا أنه دخول الشيعه العمل السياسى المعارض كان سابقه تاريخيه فى الكويت و خصوصا أن وضع المنطقه كان متفجرا على وقع زلزال الثوره الايرانيه.
سؤال ماذا بعد خطبكم السياسيه فى مسجد شعبان و الاعتقال الامنى ؟
تقريبا بعد اسبوعين من حركة مسجد شعبان تم أعتقالى من الامن. لكن أستمرت حركة الاحتجاجات فى مسجد شعبان و كان أحد أخوتى يعطى المحاضرات السياسيه بدلا عنى, و بل أعتقالى كان سببا فى تضاعف أعداد حضور المسجد و أيضا مشاركة المعارضه من القوميين. المهم بعد الاعتقال تم وضعى فى سجن أحد المخافر و أكون صريح تم معاملتى معامله خاصه و محترمه خلال الاعتقال.  أودعت فى المخفر الوحيد المكيف فى ذلك الوقت فى سجن العسكريين و كان الضابط المسؤول جدا متعاون و يقابلنى فى أى وقت و يستمع لى بكل أدب.  كنت أطلب منه المقابله و أخباره ما هى تهمتى بالضبط, و كان للاسف الضابط نفسه لا يعرف تهمتى التى بسببها أعتقلت. لكنه كان يكتب ما أريد و يوعدنى أنه سيرسل الطلبات للقياده العليا.
ماذا عن قيادات وزارة الداخليه خلال أعتقالك ؟
عمل لى تحقيق فى أكثر من مره و على رأس التحقيق كان وكيل وزارة الداخليه فى وقتها عبداللطيف الثوينى.  كان ردى واضح و صريح أنا ليس لدى أهداف أنقلابيه أو أجندات خارجيه أو حتى أبتزاز الدوله لمال و منصب, أنا فقط أريد الاصلاح السياسى و عودة الدستور. 
حتى فى أحد التحقيقات قال لى أحد كبار الضباط "ترى نعرف عنك بعض الاسرار" طبعا كان يريد أخافتى لكى أنهار, فكان ردى صريح "أذا فعلا تعرف عنى سر أتحداك أمام الضباط أن تفشيه لو تملك الشجاعه", و أذا بهذا الضابط أنهار و خرج مسرعا من غرفة التحقيق  من ردى الصرح و الصاعق  و تبعه بعض صغار الضباط لتهدأته و أعادته لغرفة التحقيق !
هنا يجب أن أشير الى الشخصيه المحترمه أحد الضباط أبن القبندى كان جدا محترم فى التعامل معى و جدا متفهم لقضيتى كأنسان كويتى و كان فعلا الرجل يستحق منصبه ....
سؤال: سيد ماذا عن لقاءاتك مع وكيل وزارة الداخليه وقتها اللؤاء عبداللطيف الثوينى خلال الاعتقال ؟
اللؤاء الثوينى قام بأكثر من تحقيق معى شخصيا و كنت ألاحظ أنه لا يحقق معى منفردا و بل يجب عليه أن يأتى بشخص ضابط برتبة عسكرى صغير للاشراف على التحقيق بينى و بينه.  أجزم أنه الرجل كان يخاف من اشاعه ما يدور بينى و بينه خلال التحقيق و أن تصل للقياده العليا لغير صالحه, لهذا كان يأتى معه ضابط للشهاده عما يدور بيننا.  حتى أنا كنت جدا مستغرب كيف للسيد عبداللطيف الثوينى شخص ماسك أمن البلد برمته و برتبه الاكبر فى الكويت, و كان يخشى منى أنا الصغير المعتقل و يزج بيننا شاهد !
المهم أنه خلال الكلام مع اللواء الثوينى كان نفس الكلام أننى لست من دعاة عنف أو أنقلاب فقط مطالبى وطنيه أصلاحيه.     
سؤال: ماذا بعد الاعتقال سيد ماذا كانت خطوة السلطه معك ؟
بعد ما تأكدت السلطه أنه لايوجد لدى ارتباطات أجنبيه و فقط مطالبى اصلاحيه و أيضا عدم خوفى من الاعتقال و عدم خصوعى للاغراءات, تورطت السلطه ماذا تعمل معى لاسكاتى ! فكان الحل بسحب جنسيتى, لكن المشكله أنه جنسيتى الاولى بالتأسيس مما يشكل مشكله قانونيه لسحبها.  فكان ردة فعل السلطه فى الاول بتخفيظ جنسية والدى السيد عباس من أولى الى ثانيه و بعدها تم سحب جنسية جميع العائله من والدى الى أخوتى و أنا معهم, وفوق هذا تم الطلب منا بمغادرة البلاد حالا و تسفيرنا !
سؤال: احمد يقال أنه سحب جنسية والدكم بسبب أرتباطه مع النظام الايرانى ؟
دعونى أقول لكن قصه أشتبهت على الكثيرين, مشكلة الامام الخمينى أنه جدا يحب والدى, لما أشتدت الامور خلال أحداث مسجد شعبان خاف الامام الخمينى على والدى, فقام بخطوه أحاديه و مفاجئه بتعيين والدى "أمام خطبة الجمعه فى الكويت" و أذيع ذلك فى وسائل الاعلام الايرانيه.  كان الامام الخمينى رحمه الله يجتهد أن ذلك القرار المعنوى الكبير سيحمى والدى من أى أنتقام من السلطه لا سمح الله.  لكن للاسف كانت تلك الخطوه عملت دعايه مضاده ضد والدى و ربما تبرير رسمى ضد والدى السيد عباس لارتباطه بشكل فعلى بالايرانيين و ثورتهم !
سؤال: سيد ماذا بعد سحب جناسيكم الكويتيه بالتأسيس و طلب مغادرتم ؟
تم حجز لنا على أول رحله الى ايران و حجزنا الصفوف الاولى من الطائره و غادرنا الكويت للاسف. و لما وصلنا الى مطار طهران كانت هناك وسائل الاعلام تريد معرفة ماذا حدث ... و بسبب سرعة طلب مغادرتنا للكويت حتى لم نستطع تصفية أعمالنا بالشكل المطلوب حيث والدى كان يملك صيدليه و تركها و رحل فجأه من غير تصفيتها و دفع الايجار و تسوية العاملين بها !
سؤال: خلال تواجدك فى أيران لمدة تقريبا 9 سنوات ماذا عن نشاطك السياسى ضد الكويت ؟
أنا شخص ذو مبدأ وطنى و لا ارضى أن أعمل ضد وطنى خارج الكويت.  أنا كل همى العمل بالدستور و الاصلاح و ليس تشويه سمعة بلدى فى الخارج.  خلال الحرب الايرانيه العراقيه عرض على الايرانيين العمل و أدارة برنامج كامل خلال أحد اذاعاتهم باللغه العربيه لكى أهاجم الكويت بسبب دعمها للعراق, ورفضت ذالك لانى شخص ذو مبدأ.  أيضا جمدت كل عملى السياسى و فقط أصبحت مراقبا للوضع.  أيضا الجانب الايرانى خصوصا الامام الخمينى شخصيا كان يعرض على أكثر من منصب مثلا عرض علي رئاسة أحد المؤسسات الخيريه و الاقتصاديه فى نفس الوقت, و أيضا عرض على أن أكون وزير فى أحد الحكومات الايرانيه.  لكن كنت أرفض بأدب من خلال التكلم مع السيد أحمد الخمينى أبن الامام لمحاولة أقناع والده بأننى لا أريد تلك المناصب لكن بطريقه مؤدبه لكى لا تجرح الامام الخمينى.  حتى الجنسيه الايرانيه رفضناها لاننا كويتيين و لسنا أيرانيين مع أننا كانت جنسيتها الكويتيه مسحوبه و ليست لدينا شيئ آخر ... يمكن فى مره أو مرتين أستخرج لى وثائق سفر أيرانيه مؤقته فقط للعمره و الحج غير هذا لم أكن أحمل الجنسيه الايرانيه أو أخرى.
أتذأتذكر فى وقتها يأتى فى مرات كثيره ألى فى ايران شباب كويتيين غاضبين من موقف الكويت مع صدام, و كان ردى لهم فقط الالتزام بالعمل السلمى السياسى داخل الكويت و ارفض أى عمل عدائى ضد الكويت. أقول لكم أنه فى بعض الاحيان يأتى لى شباب يريدون منى الذهاب الى الامام الخمينى للحصول على فتوى للعمل ضد الكويت, لكن كنت أرفض ذلك و مرات كنت أمثل عليهم و أقول لهم "نعم ذهب الى الامام الخمينى و يقول ممنوع العمل ضد الكويت".  أنا أنسان مسالم و كويتى و أرفض العمل ضد وطنى بأى شكل كان.
.
سؤال: ماذا عن تدهور العلاقات الايرانيه الكويتيه فى تلك الاوقات العصيبه و موقفك منها مع القياده الايرانيه ؟
للاسف مع الحرب الايرانيه العراقيه و ارهاصاتها دهورت أكثر العلاقات بين الكويت و أيران, لكن كانت هناك بعض من الحساسيه بعد الثوره مباشره فى العلاقات خصوصا بعد طردنا و سحب جناسينا.  الامام الخمينى كان جدا غاضب من سحب جنسيه والدى و أعتبرها أهانه له بسبب تعيينه لوالدى أمام خطبة الجمعه فى الكويت و لما لهذا المقام من خصوصه لدى الشيعه الاماميه.  و كنت أنا شخصيا دائما أنصح الجانب الايرانى بفصل ما حصل لنا كعائله و بين العلاقات الدبلوماسيه و مصلحة ايران العليا.  أتذكر جيدا لما أتى وزير الخارجيه فى وقتها الشيخ صباح الاحمد مع وفد دبلوماسى للسلام على الامام الخمينى و التهنئه بالثوره الاسلاميه. و قبل المقابله ذهبت الى الامام الخمينى و أستطعت أن أقنعه بأن لا يفتح موضوع عائلة السيد المهرى لانه شأن كويتى داخلى و فقط التركيز على تحسين العلاقات.  و فعلا أقتنع الامام الخمينى فى كلامى و كان اللقاء وديا بين الجانبين, و أنا كنت متواجد خارج غرفة الامام الخمينى و شاهدت الوفد الكويتى يدخل للسلام و وقتها كانت جنسيتى مسحوبه لكن فرحت فى تحسن العلاقات و الزياره التاريخيه !
 قبيل شن الحرب من الجانب العراقى كانت هناك بعض التصريحات المندفعه و الغير مسؤوله و المتحمسه من بعض القيادات الايرانيه, لكن كان الآخرين يتداركون الامر لفتح صفحه جديده مع الخليج. لكن للاسف لاحقا الحرب الايرانيه العراقيه خربت كل شيئ ...
سؤال: ماذا عن الوالد السيد عباس و غربته فى أيران ؟
والدى كان غاضب جدا لسحب جنسيته و كان يعتبرها أهانه لانه لم يفعل شيئا يستحق به سحب جنسيته و طرده من وطنه من غير حتى أن يصفى أعماله.  على العموم الوالد أنشغل فى أموره الدينيه و كان يتابع الاحداث فى الكويت الى أن توفاه الله فى غربته فى ايران فى أواخر الثمانينات.
سؤال: هل أتصل أحدا من المسؤولين الكويتيين أو جهه رسميه خلال أقامتك فى أيران خصوصا أنك لم تعمل ضد البلد ؟
لم يتصل بى أحد, لكن أجزم أنه السفاره الكويتيه فى أيران تعلم أننى لم أكن أعمل ضد وطنى, و حتى المسؤولين داخل الكويت ربما تأكدوا أننى لست صاحب أجندات و فقط كان غرضى أصلاحى داخلى بحت.  أيضا خلال تلك الفتره أرسلت شخصيا رساله مكتوبه للشيخ سعد العبدالله و تأكدت لوصولها له, أخبره بها أننا نعلم أنه لم يكن له دخل فى قرار سحب جنسيتنا و تسفيرنا و أن يتأكد أننا وطنيين و لسنا أصحاب أجندات أخرى.
سؤال: بعد وفاة الوالد, و أنتهاء الحرب و أيضا وفاة آية الله الخمينى ماذا فعلت سيد أحمد ؟
فى وقتها أتخذت قرار أنه أقامتنا فى أيران لم تعد تناسبنى شخصيا خصوصا بعد وفاة الوالد و الامام الخمينى و أقنعت والدتى رحمها الله بالسفر الى أمارة دبى للاقامه بها. لكن حصل أن توفت والدتى و أيضا حدث الغزو الغاشم على الكويت و تأخر خروجى من ايران.
سؤال: لماذا بعد تحرير الكويت ردت الجناسى لجميع العائله ما عدا أنت ؟
بعد الغزو كتب أفراد عائلتى كتاب للسلطه الكويتيه لطلب رجوعهم للكويت و أيضا ارجاع جناسيهم.  أنا الوحيد لم أشارك فى الكتاب و لم أوقع عليه لاننى لازلت مؤمنا أنى لم أرتكب جريمه لكى تسحب بها جنسيتى و أعاقب بهذا الشكل.  المهم وافقت السلطه بعد الغزو لرد الجناسى للعائله ما عدا أنا لاننى لم أشارك فى التوقيع على طلب أعادة الجنسيه ...
سؤال: بعد أيران أين ذهبت ؟
ذهت الى دبى و مكثت بها تقريبا سنه, و بسبب عدم تمكنى من الحصول على حق الاقامه و ربما بسبب تاريخى السياسى فى الكويت قررت أن أهاجر الى الغرب و بالتحديد الى بريطانيا.
سؤال: ماذا عن دخولك بريطانيا للاقامه, و هل صحيح نيتك الذهاب الى كندا ؟
فى الاول أشتريت جواز من جزر القمر لى و لى عائلتى الصغيره و سافرت من دبى الى بريطانيا.  فى البدايه واجهت صعوبات للحصول على حق الاقامه فى الاراضى البريطانيه, لكن فى النهايه تفهمو ذلك و أعطونى حق الاقامه و المعامله كأننى مواطن بريطانى. 
نعم واجهت بعض الصعوبات فى البدايه للحصول على الاقامه فى بريطانيا و حق شراء المنزل, ولهذا كان قرارى بالسفر الى كندا, لكن فجأه قررت الحكومه البريطانيه بالسماح لى بالاقامه لهذا لم اذهب الى كندا ...
سؤال: هل عرضت عليك وظيفه فى بريطانيا ؟
عرضت على أحد شركات المقاولات البريطانيه التى لها مشاريع فى أنحاء العالم أن أعمل لها خصوصا للشرق الاوسط لما لى من خبره و علاقات فى  المنطقه.  و كان العرض جدا مغرى فى وقتها لكننى رفضت العرض لانه فى تلك الامور يكون هناك رشاوى و من هذا القبيل و لا اريد أن أتورط فى صفقات فساد و مال مشبوه.
حاليا أنا جدا مشغول فى الفعاليات و الجمعيات الاسلاميه خصوصا لتقريب وجهات النظر بعيدا عن الطائفيه, للتو أنتهيت من كتاب و أهديته لاحد الجمعيات الاسلاميه لكى تبيعه و تستفيد من الاموال لتمويل نفسها.
سؤال: ماذا عن عائلتك حاليا ؟
لدى أبن و أربع بنات, و الحمد الله جميعهم لديهم شهادات عليا و يعملون فى أماكن جدا محترمه و مرموقه. أبنى الكبير على يعمل لدى أحد المؤسسات الماليه فى أحد دول الخليج و متزوج من هناك, و أيضا بناتى لديهم و ظائفهم ...
سؤال: بعد هذا العمر هل تريد أن تحقق شيئا آخر ؟
لقد وصلت الى الستينات فى العمر و لا أعلم ماذا تبقى لى لكى أعيش, لكن أتمنى أن أنجز كتاب عن الدين الاسلامى لكن بمفهوم عصرى و أكثر حداثه.
سؤال: من تعرف حاليا ممن تبقى من القياده الايرانيه ؟
أعرف هاشمى رفسنجانى و أبنه و أيضا رئيس الدوله السابق السيد خاتمى, لكن بعد كل تلك السنين و تبدل الاجيال لم أعد أعرف القيادات الايرانيه الجديده.
سؤال: شيئ تتحسر منه لم تقدمه لوطنك الكويت ؟
للاسف فقط أتأسف أن أن وطنى و القياده بالخصوص لم تستفيد من علاقاتى بالقياده الايرانيه فى ذلك الوقت, لتحسين العلاقات و أزالة التوتر الذى قام فى ذلك بين البلدين خلال فترة الحرب الايرانيه و العراقيه.
 
و هكذا بعد ثلاث ساعات و نصف من اللقاء المشوق مر الوقت بسرعه و أنتهت المقاله و هممنا بمغادرة بيت السيد أحمد المهرى.  خلال الطريق للرجوع تهامست مع زميلى محمد حبيب عن ما نستنتجه من هذه المقابله و كيف لنا للاستفاده من دروس الماضى خصوصا فى ظل ما يسمى بالحراك السياسى الذى يحاول الكثيرون تشبيهه بأنه أمتداد للحركه الوطنيه منذ الخمسينات و أنه تحرك ديموقراطى أصلاحى !
من لقاء السيد أحمد المهرى و أسقاطه على واقع الحال السياسى المعارض فى الكويت أستطعنا أستنتاج الآتى:
1)     السيد أحمد المهرى رمز حركة مسجد شعبان كان خالص النيه للاصلاح السياسى الدستورى فقط و لم يكن لديه أجنده شخصيه أخرى بل حتى كان مدافع عن حقوق الوافدين فى البلد.  بينما رموز العمل السياسى اليوم خصوصا من يقودون الحراك متناقضين فى الاجندات و البعض منهم لا يعترف أصلا بالدستور و يريد دوله دينيه بدل المدنيه و أخرين منهم يثيرون الطائفيه و متورطين فى تمزيق الجبهه الداخليه للبلد !
 
2)    السيد أحمد المهرى لم يتحرك لاجل أغراءات ماديه و مكاسب شخصيه مع أنه رجل تاجر فى المقام الاول, و بل رفض جميع العروض المغريه.  بينما رموز المعارضه الحاليه تضاعفت ثرواتهم و كل يوم و آخر تكتشف حصولهم على أراضى و مزارع و دخولهم فى عالم المال و التجاره من أوسع أبوابه مستخدمين لغة الابتزاز السياسى مع السلطه !
 
3)    السيد أحمد المهرى لم يعمل لصالح شيخ ضد شيخ آخر و لم يكن جزءا من الصراع الداخلى للسلطه,  يحرك من الرموز السياسيه لتصفية حسابات معينه, بل حركته كانت دستوريه أصلاحيه فقط.  أما رموز المعارضه الحاليا غارقين فى لعبة صراع الاسره و شاهدنا كيف أنهم فى مجلس 2009 كانوا يحابون شيخا على حساب آخر !
 
4)    السيد أحمد المهرى تحمل المسؤوليه فى المقام الاول و قال أنا المسؤول عن التحرك و لم يدع غيره يدفع الثمن و هو يشاهد.  حاليا كبار رموز المعارضه يحرضون الشباب و غيرهم لاعمال غير قانونيه مثل الخروج فى مسيرات الغير مرخصه و هم يجلسون و يتفرجون و بل مهتمين فى مستقبل أبنائهم أكثر من تداعيات التحريض لابناء غيرهم !
 
5)    السيد أحمد لما دفع ثمن تجريده من الجنسيه لم يعمل ضد وطنه من الخارج و يحرض عليه.  لكن حاليا لدينا المعارضه بين فتره و أخرى تعلن أنها ستشتكى ضد وطنها بالخارج لابتزاز السلطه فى الكويت لكى ترضخ لمطالبها !
 
6)    طوال فترة اللقاء و النقاش حامى و أسترجاع ذكريات التاريخ الآليم, لم يتفوه السيد أحمد بكلمه واحده مخله بلأدب أو أنفعاليه ضد من كانوا خصومه بل كلامه كان مؤدبا و فقط يذكر الاحداث و الشخوص بشكل موضوعى و بكل أحترام.  بينما المعارضه الحاليه نسمع بها كل قبيح من قول من ندوسكم على رؤوسكم, طقعان و كلاب و خبل و من باقى الكلمات التى يعف اللسان عن ذكرها !
 
7)    كلام السيد أحمد كان موضوعيا و تاريخيا من غير مبالغات تفسد الحديث مما يدل على رجاحة عقل الرجل و رقى فكره.  بالمقابل معارضتنا الحاليه ألوان و قصص من الاكاذيب و المؤلفات الخياليه من يوكن اسود الى كلاب بوليسيه و كبت أمى و قصص عجيبه و غريبه تدل على العقليه السطحيه لرموز الحراك الحالى !
 
8)    السيد أحمد ظل ثابتا على منهجه الصلب و لم يطلب عفوا أو أسترحاما لان لديه مبدأ.  بينما معارضتنا تشتم و تكسر القانون و بعدها تدعو الى العفو أو تكتب كتب أسترحام من السلطه !
 
بعد عودتى لمنزلى من زيارة السيد أحمد المهرى فى منفاه خارج أرض الوطن أخذنى الالهام لتذكر تاريخ الحركه الوطنيه فى الكويت و خصوصا المعارضه منها.  حيث أعتادت السلطه لدينا خلال التاريخ عندما تبطش فى شخص ما, بعدها تعيد له الاعتبار و تكافئه كما حصل للكثير من الشخصيات الكويتيه المعارضه, ألا السيد أحمد المهرى تجاهل تماما و بل لم ترجع له جنسيته !
 
من صدف التاريخ أنه لما حدثت أحداث مسجد شعبان كان والدي فى الثلاثينات من العمر و فى بعثه دراسيه للدراسات العليا فى الولايات المتحده معه عائلته الصغيره المكونه من والدتى و أنا وأخى, و حاليا أنا قابلت السيد أحمد المهرى عراب حركة مسجد شعبان و أنا فى الثلاثينات من العمر و لدى عائلتى الصغيره مكونه من زوجتى و طفلين و مبتعث للدراسات العليا نفس ما حصل لوالدى !
 
كلما أتذكر لقائى مع السيد أحمد المهرى تتلألأ لى الآيه الكريمه "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا"