Saturday 5 October 2013

الثوره الصناعيه الجديده فى الغرب و موقع الكويت منها !

قرأت خلال الفتره السابقه كتاب  Maker: The new industrial revolution للكاتب الامريكى Chris Anderson المتخصص فى شؤون التكنولوجيا و الصناعه فى العالم الغربى.  الكتاب يتحدث فى البدايه عن خروج الصناعات من الدول الغربيه منذ الثمانينات لصالح الدول الآسيويه و غيرها لتقليل النفقات و البحث عن العماله الرخيصه. بسبب هجرة المصانع عن العالم الغربى زادت البطاله و تحول الاقتصاد من صناعى منتج له القدره على أمتصاص البطاله, الى أقتصاد معتمد على الخدمات ما أدى الى مشاكل كبيره كالبطاله و أنخفاض معدل الدخل.  الكتاب شرح الصوره القاتمه لمستوى الصناعات فى العالم الغربى و خصوصا الولايات المتحده, و هجرة المصانع الى المكسيك و الصين بالتحديد.  لكن الكتاب يكمل و يشرح حاليا حدوث تحول فى المجال الصناعى فى الولايات المتحده بالخصوص مع دخول بعض الآلات التكنولوجيه الحديثه فى المجال الصناعى خصوصا ما يسمى الطابعه ثلاثية الابعاد 3D printers  و برنامج تصميم الكمبيوتر المرتبط بآلة الطابعه الثلاثيه الابعاد.  الطابعه ثلاثية الابعاد بأمكانها تصنيع مواد و أشياء من خلال أدخال التصميم فى الكمبيوتر عن طريق برنامج خاص, و تقوم الطابعه بنسخ الشكل المطلوب من خلال تشكيل طبقات من المواد الجديده المرنه و الصلبه فى بدن واحد.  و يستخدم أنواع عديده من المواد لتشكيل الشكل مطلوب  مثل البلاستيك و أنواع جديده من اللدائن القويه بما فيها الورق المقوى.  يقوم الشخص بتصميم شكل مطلوب معين من خلال برنامج خاص فى الكمبيوتر, و بعدها يقوم الكمبيوتر بتلقين الآله الطابعه ثلاثية الابعاد شكل و يتم سكبه و تصميمه و الحصول على المجسم الصلب.  آلة الطباعه ثلاثية الابعاد و كذلك قاطعة الليزر كانتا متواجدين منذ الستينات, ولكن بسبب التطور التكنولوجى أصبح حاليا بمقدور الجميع أقتنائهم بأسعار مناسبه و بالحجم المناسب و العمل عليهما مثل أى جهاز آخر متصل بالكمبيوتر الشخصى.
يذكر الكتاب أن الولايات المتحده تشهد حاليا أقبالا كبير من قبل الشباب المبدعين على أستخدام آلة الطباعه الثلاثيه الابعاد فى تصاميم أمور و مشغولات عديده و البعض منها يستخدم أيضا فى الصناعات المتطوره.  يقوم المهتمون بتأسيس شركات صغيره و أستئجار مكتب ذى تكاليف منخفضه و مع قرض بنكى ميسر أيضا, و أخذت  تلك النوعيه من الاعمال بالانتشار و فتحت المجال لنوع جديد من الصناعه مختلف تماما عن المفهوم الصناعى التقليدى منذ الثوره الصناعيه أبان القرن الثامن عشر المعتمد على المصانع ذو المساحات الكبيره و أعداد هائله من العماله و المكائن كبيرة الحجم التى تستهلك كميات كبيره من الطاقه و بالاضافه الى خطوط لأنتاج المعقده. من خلال الثوره الصناعيه الحديثه  تقوم الآله الطابعه بعملها المطلوب بتشكيل المجسم الذى طلب صنعه, العمليه ليست معقده و لكنها تحتاج الى أبداع فكرى و أيجاد أستخدام التكنولوجيا و التفنن بها. من المميزات الاخرى كذلك ان أدخال الطابعه المذكوره فى الصناعه لا يحتاج الى أقامة مكان كبير و الصرف على أعداد كبيره من العاملين.  لهذا تقام حاليا شركات صناعيه صغيره فى أمريكا لا يزيد عدد موظفيها عن 12 عامل و يحتاجون الى تأجير مكان صغير مثل مكتب و عن طريق الآله الثلاثيه يتم طباعة و تصنيع العديد من الاشياء المهمه. كذلك الموظفين العاملين فى المعامل للطابعات ثلاثية الابعاد يتقاضون معاشات مجزيه و على مستوى سوق العمل الغربى. و الاهم أن الانسان المبدع بأمكانه تأسيس شركه خاصه له من خلال ثورة الطباعة الثلاثية الاحداث و ليس ملزوما كما فى  السابق بالعمل كموظف فى شركه كبيره.  يصنع حاليا عن طريق تلك المعامل الصغيره الكثير من الاشياء الدقيقه التى تدخل فى الصناعه و تصميم الادوات و منها شفرات مكائن الطائرات و روبوتات آليه و معدات طبيه دقيقه و تصنيع قطع للسيارات و الكثير من الامور المهمه.  تكشف أحصائات وزارة التجاره الامريكيه عن تزايد حركة التصدير و أيضا الانتاج الصناعى الداخلى بعد سنين طويله من الكساد بسبب الثوره الصناعيه الجديده و على رأسها الانترنت السريع و طابعة ثلاثية الابعاد.  لهذا الثوره الصناعيه الجديده و على رأسها التكنولوجيا و تقنية الطابعه المجسمه أنقذت الاقتصاد الغربى من العماله الرخيصه و أنتقال الصناعات الى دول شرق آسيا بالتحديد.
من جهه أخرى فى الكويت نواجه مشكله كبيره فى الاقتصاد الذى يعتمد على القطاع الحكومى الكبير و القطاع الخاص المبنى على المضاربه و الاستيراد فقط و الحصول على المقاولات من مناقصات الحكومه.  بعد أكتشاف النفط و الارتفاع الكبير فى أيرادات البلد بعد الطفره النفطيه فى 1973 تحول البلد الى قطاع عام متضخم جدا و وصل الامر الى المستوى الحالى بحيث لم تعد بالامكان أستيعاب القادمين على سوق العمل و البطاله فى تزايد و لا يزال القطاع الخاص ضعيف و لا يستطيع توظيف مخرجات سوق العمل و مساعدة الدوله على تشغيل طوابير المنتظرين للدخول لسوق العمل. قبل ال 1973 كان الكثير من المواطنين يعملون بأنفسهم فى مختلف المجالات لكسب قوت عيشهم من غير الاعتماد الكلى على الحكومه.  لكن ارتفاع أسعار النفط شجع الحكومه على رفع معاشات القطاع العام لمستويات غير مسبوقه تنافس بها القطاع الخاص و لأسباب سياسيه و لمنع القلاقل السياسيه وظفت الدوله كل مواطن فى الحكومه و بأجور عاليه.  لهذا مرت عقود على مرحلة السبعينات و خرج أكثر من جيل حالى لا يمتلك ثقافة العمل بنفسه و أمتهان الاعمال اليدويه و ضاعت ثقافة الانسان الكويتى المعتمد على نفسه فى القطاع الخاص لصالح ثقافة مواطن يقتصر طموحه على الوظائف الاداريه فى الدوله مع ساعات عمل قليله و أجور كبيره.  حاليا تحاول الحكومه أحياء القطاع الخاص مره أخرى من خلال تشجيع مبادرات التجاريه الفرديه لكى يتعلم الشاب الاعتماد على نفسه و يؤسس له عمل تجارى يستفيد منه. لكن المشكله تكمن فى أن حجم الاقتصاد فى البلد صغير و لا يستطيع السوق أستيعاب جميع المبادرات الفرديه للشباب خصوصا فى ظل وجود التنافس مع العماله الوافده و الشركات الكبرى ذوى القدرات الكبيره.  علاوه على ذلك فأن البلد لا يملك أى أساس صناعى قوى و توفر شبكه من المصانع و مصنعين للقطع المختلقه لكى نكون لها أقتصاد صناعى منيع, ناهينا عن المناخ الاقتصادى الطارد و عدم القدره على جذب الاستثمارات و التكنولوجيا الغربيه بسبب التوتر السياسى و عدم وجود الاراضى المتوافره للمشاريع و نقص شديد فى الطاقه الكهربائيه. أيضا مشروع تحويل الكويت الى مركز مالى و أقتصادى لتوسيع حجم الاقتصاد و عودة الكويت لمركزها التجارى فى المنطقه يواجه عقبات كثيره و لايوجد بوادر قريبه أو حتى بعيده لنجاح تحويل البلد الى مركز تجارى و مالى. كذلك جميع المبادرات الحكوميه الراميه الى تشجع  الشباب لدخول القطاع الخاص و خلق بيئه أنتاجيه من خلال المشاريع الصغيره بائت بالفشل و  أقتصرت على أفتتاح مقهى أو مطعم أو صالون تجميل فقط ! يرجع ذلك بشكل رئيسى  للعنة النفط حيث يحتاج المواطن  الى دخل مرتفع فى القطاع الخاص لكى يستطيع مواجة متطلبات الحياة و العيش الكريم و هذا لا يتوفر ألا بالقطاع الحكومى و كوادره الماليه المبالغ بها. 
أمام مشكله خلق أقتصاد حقيقى فى الكويت و محاولات لاعادة برمجة المواطن الكويتى لكى يعود الى القطاع الخاص و يكسب من خلال المبادرات الفرديه أرى أنه يجب الاستفاده من الثوره الصناعيه الجديده حاليا و على رأسها الطابعه ثلاثية الابعاد. لدينا كوادر بشريه مبدعه فى مجال التكنولوجيا و تستطيع تطويع آله الطابعه هذه لانتاج مواد دقيقه قابله للتصدير و تكون النواة لتأسيس صناعات تكنولوجيه عالية الدقه فى الكويت.  الانتاج الصناعى من خلال الثوره الصناعيه الحديثه لا يحتاج الى توفير الاماكن الكبيره لاقامة المصانع و لا حتى لكميات كبيره من الكهرباء, و كما هو معروف فالكويت تعانى من نقص فى الاراضى و أيضا عدم توفر الطاقه الكهربائيه لاقامة المشاريع الصناعيه.  لهذا من المناسب تجيير الثوره الصناعيه الحديثه لصالح الكويت لعدم أحتياجها لاراضى كبيره لاقامة المصانع و سرداب أو مكتب كبير يفى بالغرض.  بالاضافه فأننا لا نحتاج الى طاقه كهربائيه كبيره لتشغيل معدات الطابعه الثلاثيه و الكيمبوترات الشخصيه للانتاج مما يقلل الضغط على الحكومه فى التوسع فى أقامة محطات الطاقه.  و من حسنات الثوره الصناعيه الحديثه أنها لا تحتاج الى أعداد كبيره من العماله و كل ما تحتاجه هو معمل صغير لا يزيد أفراده عن 15 فنى و مهندس.  الكويت تعانى من شح فى العماله, و أى طلب جديد على العماله يعنى أصدار المزيد من تصاريح الاقامه للاجانب مما يضغط على البنيه الاساسيه للدوله و زياده فى المال المرسل للخارج كتحويلات خارجيه لذلك فى مفهوم الثوره الصناعيه الحديثه لا تحتاج تلك المشاريع الى أعداد كبيره من العماله الوافده.  أيضا الميزه الرئيسيه فى صناعات التكنولوجيه الحديثه أن المعاشات و الاجور مجزيه و عاليه بسبب تصنيع الامور ذات القيمه العاليه, فهى ليست مثل الصناعات التحويليه العاديه ذات الاجور المتدنيه لهذا هى مناسبه للشباب الكويتى الذى يحتاج الى الاجر العالى بسبب ظروف العيش فى الكويت. 
المطلوب حاليا من الحكومه عن طريق الهيئه العامه للصناعه بالتعاون مع أحد المؤسسات الاكاديميه أنشاء ورش عمل لتعليم الشباب على أستخدام برنامج التصميم فى الكمبيوتر و ربطه مع أستخدام الآله الطابعه ثلاثية الابعاد.   أيضا أقامة الدورات المتخصصه مع الخبرات فى الدول الغربيه لمعرفة الاماكن الاقتصاديه المهمه التى تستخدم بها هذه الآلات للانتاج, حتى نحصل على سوق خارجى للتصدير.  مثل ما ذكرت سابقا الثوره الصناعيه الحديثه لا تحتاج الى شبكه معقده و مكلفه من أساسيات الصناعه كما الحال فى السابق, أنما تحتاج الى أنترنت, جهاز كمبيوتر شخصى, آله طابعه ثلاثية الابعاد و قاطعة ليزر, و برنامج تصميم هندسى فقط.  و أود التذكر فى النهايه أن مشاريع الكب كيك و الكوكيز لن تبن أقتصاد حقيقى نواجه به التحديات الحاليه و المستقبليه و فقط بالاقتصاد الحقيقى أساسه التكنولوجيا نستطيع ان نبنى المستقبل .......
 
 


1 comment:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تحية طيبة وبعد ,,,,

    يسعدنا بداية أن نهديكم أصالة عن أنفسنا، ونيابة عن جامعة المدينة العالمية [MEDIU] أرق التحية وأطيب الأمنيات لكم بدوام التقدم والإزدهار، مقرونة بصادق الدعوات لكم بالمزيد من التوفيق والتطور والنماء.

    جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا:

    "جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا" هي إحدى الجامعات الرائدة في دولة ماليزيا، والتي امتازت بالتفوق والتميز في مجالات التقنية والتعليم العالي، و "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" هي جامعة متعددة الثقافات والمجالات الدراسية ويقع مقرها الإداري الرئيسى في مدينة شاه علم بماليزيا
    • موقع جامعة المدينة العالمية المتميز على الإنترنت " www.mediu.edu.my " : والذي يقدم كافة أشكال الخدمات الجامعية ، والتي تشمل خدمات القبول والتسجيل والاستفسار والدخول على الدروس المباشرة والتواصل مع المدرسين والإداريين بالجامعة.
    • النظام الالكتروني للإدارة التعليمية " عليم "، لإدارة الشؤون الدراسية بالجامعة، والذي يمكن كلاً من الطالب والأستاذ الجامعي والمشرفين الإداريين على إدارة كافة أشكال العملية الدراسية والتواصل المباشر، وبث المحاضرات الأكاديمية وأداء التمارين الدراسية.
    • المكتبة الرقمية الشاملة www.mediu.edu.my/arb/elibrary/elibrary.htm والتي توفر للطالب والمحاضر الجامعي أغلب أنواع المصنفات والمراجع الدراسية.
    • مركز متميز لخدمة العملاء، والذي يمكن للطالب أو المحاضر أو المستفسر من خلاله الحصول على أي نوع من أنواع الخدمات المتاحة، وتوفر له إمكانية التواصل السريع.
    • الصبغة العالمية : حيث إن الكوادر الإدارية والتدريسية في الجامعة تنحدر من العديد من الجنسيات والثقافات من شتى دول العالم، مما يوفر للجامعة صبغة عالمية ويساعد الطلبة على سرعة التأقلم في الجو الدراسي بالجامعة.

    اسمحوا لنا أن نختم هذا الخطاب التعريفي بأن نسطر جزيل الشكر والتقدير لكم على اطلاعكم عليه آملين لكم المزيد من النجاح والتقدم والازدهار، ومتطلعين إلى المزيد من آفاق التعاون والتعاضد المثمرة والبناء.

    تحياتنا لكم
    فريق التسويق بجامعة المدينة العالمية بماليزيا

    ReplyDelete