Friday 16 March 2012

البحرين جرح الخليج النازف ... الى متى !


تقريبا قبل سنه و تحديدا فى 14 من فبراير وعلى وقعة ما يسمى ثورات الربيع العربى فى مصر و تونس, خرج الشعب البحرينى الى الشوارع للاحتجاج على ما وصلت أليه الامور من طريق مسدود مع الحكومه و أنتشار الفساد المالى و الفقر الاجتماعى و البطاله القاتله أضافه الى الانقلاب على الدستور البحرينى الاول و ولادة برلمان ضعيف مخلوع الصلاحيات.  و نحن نسرى على الذكرى الاولى للانتفاضه البحرينيه المنسيه لا يزال نزيف الدم متواصلا فى تلك الجزيره المسالمه ولا يبدو على المدى القريب أى بوادر لحل تلك الازمه بين الشعب و النظام و فوق هذا للاسف تنحاز النخب الخليجيه بقوه وراء النظام و تشجيع أنتهاكاته الاأنسانيه بحجة ان غالبية المحتجين من الشيعه و الخوف من التدخل الايرانى المزعوم أيضا تعمل آلة الاعلام الشعبى الخليجى المدعوم من الانظمه بأزدراء الشعب البحرينى دينيا و عرقيا و تحريف تاريخهم الطويل فى جزيرة أوال بشكل بغيظ و مستفز ... يحاول الكثيرون تصوير الحاله البحرينيه على أنها أنتفاضه من الغالبيه الشيعيه ضد الاقليه السنيه الحاكمه و محاوله لانتزاع الملك منهم, و هذا غير صحيح و منافى للواقع و التاريخ.  أيضا بعض المصادر الشيعيه خصوصا المتطرفه تصور أنه الشيعه فقراء و مغلوب على أمرهم و الاقلية السنيه فى البحرين يعيشون فى جنات و نعيم و هذا أيضا وصف غير دقيق. حيث مثلما يوجد من أهل السنه مستفيدين من حالة الفساد, ايضا فى المقابل يوجد من الشيعه المقربين من النظام و مستفيدين كذلك من العطايا و الصفقات المشبوهه. بالاجمال المواطنين الشيعه و أيضا السنه على نفس المستوى من الفقر و العوز و الظلم لكن لانه غالبية الشعب من الطائفه الشيعيه فتأثير الفقر يكون أكثر بروزا لديهم, و لا ننسى كذلك قبول أبناء أهل السنه فى المؤسسات العسكريه يخفف من وقعة الفقر نوعا ما أكثر من الشيعه.  المحصله العامه أن الطائفتين السنيه و الشيعيه يعانون أجتماعيا و أقتصاديا من السياسات الفاشله للحكومه البحرينيه و أنتشار الفساد و المحسوبيه و البطاله القاتله بين الشباب و تهميش الاحلام و الطموحات.
 الكلام عن التدخل الايرانى و غيره من نظريات المآمره لا تعدو من الخرافات التى تروج دائما ضد الثوره البحرانيه الحاليه و لا أساس لها على ارض الواقع لانه الثوره الشعبيه الحاليه فى البحرين ليست الاولى فى التاريخ البحرينى الحديث و بل كانت سلسله من الثورات الشعبيه و القلاقل على مدى قرن من الزمن و يكشف العلاقه الغير سويه بين الشعب و النظام و الخلل الكبير بينهم.  ربيع الثوره البحرينى يعتبر الاقدم عربيا و الاكثر أستمرارا حيث أول ثوره بحرانيه كانت فى 1919 ضد القوانين و الضريبه العاليه.  تبعتها فى ال 1922 ثوره شعبيه ضد الضرائب الجائره و الحاله المعيشيه التعيسه للشعب التى أقل ما توصف بنظام عبوديه.  بعدها بسنه تقريبا 1923 قامت حركة الاصلاح فى قلب التجمع السنى فى البحرين للمطالبه بالاصلاحات.  فى أواخر العشرينات قام التجار فى الاحتجاج أيضا و أصدروا وثيقة العقد الاجتماعى.  خلال الثلاثينات من القرن الماضى و بالتحديد فى ال 1938 قام الشعب البحرينى ممثلا بجميع أطيافه بالمطالبه فى مجلس منتخب للمشاركه فى أدارة شؤون البلاد تأثرا بالمجلس المنتخب الكويتى فى تلك الفتره.  فى الخمسينات و الستينات أيضا أستمرت الاحتجاجات و أخذت الطابع القومى العروبى و اليسارى و توجت فى أنتفاضة ال 1965 الشعبيه.  فى بداية السبعينات هدأت الامور بعد وضع الدستور الاول فى البحرين و أنتخاب المجلس هناك, لكن أنتكست الامور مره أخرى بعد حل المجلس و تعليق الدستور فى 1975.  فى أوائل الثمانينات قامت حركات أحتجاجات قويه فى البحرين طبعا متأثره بالثوره الايرانيه من الناحيه النفسيه و أخذت منحنى الطابع الدينى بعد ما كانت ذو طابع يسارى قومى فى السابق.  بعد تحرير الكويت فى التسعينات و أنتكاسة الاقتصاد فى المنطقه, تفجرت الانتفاضه الشعبيه مره أخرى فى ال 1994 و أستمر القمع الى أواخر التسعينات. وحدثت الانتكاسه الحاليه و أشتعلت فى ال 2011 ولا تزال مستمره بسبب وصول الامر الى طريق مسدود بين الحكومه و الشعب خصوصا بعد أصدار دستور منزوع الصلاحيه و أنتخاب مجالس تشريعيه أقرب ما تكون الى الصوريه.  فمن خلال تتبع الثورات البحرينيه نستخلص ان هناك ست عوامل رئيسيه مشتركه بين جميع الثورات التاريخيه و تتمثل:
أولا: فى القمع الدموى من جانب السلطه و أستخدامها للمرتزقه من الخارج لضرب الشعب خصوصا من شبه القاره الهنديه ذلك لعدم ثقة النظام بالارتكاز على فئه من الشعب لقمع الفئات الاخرى.
 ثانيا: مطالب الانتفاضات تتعلق بحقوق الشعب الرئيسيه مثل الحريات العامه و العيش الكريم و ليس لغرض للانقلاب أو تغيير الجذرى للنظام كما يحدث فى باقى دول الاخرى.
  ثالثا: تلاقى القوى السنيه و الشيعيه و الالتفاف لاجل مطالب موحده تهتم بالشعب بالدرجه الاولى و حصر الطائفيه لادنى مستوى لاجل الهدف الاساسى المتمثل بالمطالب الحقوقيه.
رابعا: سلمية الحركات الاحتجاجيه و عدم لجوئها الى السلاح و العنف المضاد مع أن الجانب السلطه يلجأ لاقصى درجات العنف بأستخدام الرصاص الحى على المواطنين العزل مما يؤدى الى سقوط الشهداء.
خامسا: أنعدام التحريض الاجنبى و التدخل لصالح المحتجين و دائما الانتفاضات تكون نابعه من ضمير المجتمع البحرينى و معاناته اليوميه السياسيه منها, الاجتماعيه أو الاقتصاديه و تتفجر بشكل عفوى تلقائى.
سادسا: بمعدل 10 سنوات تتفجر الانتفاضات الشعبيه فى البحرين بعد قمعها و تكون الثوره الجديده أكبر من حيث العدد والتنظيم و أيضا سقوط الشهداء.
كما أسردنا البحرين كانت محطه لاكثر من ثوره شعبيه خالصه لهذا الكلام و أسطوانة التدخل الايرانى ليس لها معنى فى الاتهامات من قبل أطراف السلطه ضد الانتفاضه الشعبيه الاخيره و غيرها من الاحداث.  الشعب البحرينى و خصوصا الفئه الشيعيه عروبيه حتى النخاع ويرجع غالبية الشيعه فى البحرين الى القبائل العربيه المعروفه من بكر بن وائل و عبد قيس, و حتى المدرسه الشيعيه فى البحرين تتبع التقليد العراقى النجفى العريق و بمجملها لا تؤمن فى نظرية ولاية الفقيه التى قامت على اساسها الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه.  بل الاجندات الايرانيه لم تكن يوما من الايام فى مطالبات الشعب البحرينى فى ثوراته و كانت جل مطالبهم وطنيه, قوميه و حقوقيه بحته.  طبعا لا ننسى أستفتاء الامم المتحده فى أواخر الستينات لانظمام البحرين الى ايران و كانت النتيجه حاسمه أن البحرين دوله عربيه مستقله ليست تابعه لايران أو لغيرها و نذكر وقتها أيران تحت حكم الشاهنشاهى الموالى للغرب و صديق لحكام دول الخليج و حاميهم ضد المد القومى الثورى.  الشعب البحرينى و خصوصا أبناء المذهب الشيعى كانو فى فترة الخمسينات و الستينات يعتبرون الوقود و الوعاء للقوميه العربيه فى الجزيره العربيه, فكانو ينعتون بعملاء جمال عبدالناصر فى الخليج.  خلال الفتره القوميه كان البحارنه (لقب شيعه البحرين الدارج) فى الطليعه فى أقامه المظاهرات ضد الاحتلال البريطانى و المسانده الغربيه للكيان الصهيونى ضد الحقوق العربيه.  فى كل مواجهه عربيه أسرائيليه كان البحارنه فى المقدمه لماجمة المصالح الغربيه فى البحرين و خصوصا المصفاة النفطيه الشهيره التابعه لاحد شركات الامريكيه فى ذلك الوقت قاطعين خطوط أمدادات المحروقات و النفط عن الاسواق الغربيه لا ننسى منها الاضراب الشهير و تعطيلهم لعمل المصفاة خلال العدوان الثلاثى ضد مصر فى 56.  بسبب جرأة البحارنه العفويه ضد المصالح النفطيه أقتبست مصر الفكره و كانت تحاول تعميما على باقى الدول النفطيه فى صراعها ضد الاسرائيلى و الغربى من ورائه.  و توجت الفكره الشعبيه البحرينيه ضد المصالح النفطيه الغربيه فى قطع العرب للامدادت النفط عن الغرب خلال معركة ال 73 المجيده. أيضا من الناحيه العمليه على الارض, لا يخفى على أحد أن الدعم الايرانى للحركات الثوريه يكون بتقديم أنواع معينه من الاسلحه و التكتيكات العسكريه الفعاله و هذا ما لم يستشفه أحدا على ارض الواقع فى البحرين. على سبيل المثال يعرف الايرانيين بتزويدهم لحلفائهم فى كلا من العراق, أفغانستان و لبنان لنوع خاص من ألغام يدعى بالافعى يطلق لسان حرارى أنصهارى مخصوص لاختراق المدرعات و الدبابات و تدمير ما بداخلها مما تتسبب فى الكثير من المتاعب للتواجد العسكرى الامريكى فى المنطقه و الاسرائيلى من قبل فى جنوب لبنان.  لو كان الدعم الايرانى متواجد داخل البحرين لشوهد هذا التكتيك ضد مدرعات التى تجول شوارع قرى البحرين فتتناثر أشلائها هنا و هناك ... خلاف ذلك تقرير البسيونى المدعم من الحكومه البحرينيه بعدم تواجد دلائل للتدخل الايرانى أو الخارجى فى الثوره البحرينيه و أنها عفويه داخليه.   
الغالبيه الشيعيه فى البحرين متفقه تماما و تتطلع الى الدوله المدنيه الحديثه مع الابقاء على النظام الحالى كصمام أمان للبلد و أيضا لعدم الشذوذ عن باقى الدول الخليج ذو الانظمه الوراثيه العائليه لانه البحرين فى النهايه عربيه ذو عمق خليجي كبير لا يستطيع أحدا الحياد عنه. لذا لا يلقى النموذج الايرانى الثورى الصدى الواسع بين عامة الشيعه, و حتى أيضا على مستوى رجال الدين الشيعه فى البحرين, الغالبيه العظمى منهم مع خيار الدوله المدنيه المكفوله للجميع بالتساوى مع المحافظه على الاسره الحاكمه كأب للجميع.  البحارنه حالهم من حال التجمعات الشيعيه الاخرى فى الخليج يتشابهون مع أقرانهم من أهل السنه فى الاعتدال فى الطرح و عدم الجنوح الى الخيارات العنيفه التصادميه والثوريه العنيفه التى يتميز بها العرب خارج منطقة الخليج و جميع أطروحاتهم لاصلاح بيت الحكم من الداخل مع المحافظه على النظام و أستمراره, لانهم يعلمون جيدا ان بنية دول الخليج لا تحتوى على المؤسسات العسكريه القويه التى تعمل كصمام أمان للبلد على غرار النموذج المصرى و التونسى و تعتبر أسرة الحكم و هيبتها هى اساس الاستقرار للمجتمعات الخليجيه فى وقت الاخطار الداخليه أو الخارجيه منها.  ويعلم غالبية الشعب البحرينى أن أنهيار اسرة الحكم بالكامل يعنى الفوضى التى لا تحمد عقباها على وزن الحرب الاهليه اللبنانيه أو الصومال بعد الانقلاب على نظام سياد برى و العراق بعد الاحتلال الامريكى و أختفاء النظام من الوجود بجميع مؤسساته المدنيه و العسكريه.  نعم مع القمع و القهر تخرج أصوات من هنا و هناك فى البحرين ممن يطالبون باسقاط النظام برمته كردة فعل وقتيه مع حالة الغليان الداخلى, لكن غالبية الشعب الى هذه اللحظه مع أصلاح النظام و تفعيل الآليات الدستوريه للمحاسبه و الاصلاح و تتزعمهم حركة الوفاق فى ذلك برئاسة الشيخ على سلمان.
نأتى الآن الى ردود الفعل الخليجيه سواء الرسميه أو من النخب الشعبيه حيال الثوره البحرينيه الحاليه.  بعض الدول الخليجيه مثل الكويت,قطر و أمارة دبى فتحت قنوات أتصال مع المعارضه البحرينيه و خصوصا حركت الوفاق للتوسط و الوصول الى حلول للخروج من المأزق البحرينى مع النظام.  ما عدى ذلك السعوديه الدوله الاكبر فى الخليج و للاعب الرئيسى حتى على المستوى الداخلى فى البحرين, رافضه لاى مرونه بالتعاطى مع المطالبات الشعبيه البحرينيه و تعتقد أن بالقوه و سياسات القهر بأمكانها أخماد الانتفاضه.  بالمحصله تقريبا الغالبيه من النخب الخليجيه تنظر الى ما يحدث فى البحرين بنوع من الشك و عدم الارتياح خصوصا فى ظل الاغلبيه الشيعيه المشاركه فى الاحتجاجات و الخوف من أنهيار النظام برمته مما يتسبب بالمتاعب على باقى دول الخليج. أيضا الى الآن النخب الخليجيه غير مستعده على الاقل من الناحيه النفسيه لتقبل فكرة مشاركة الشيعه فى الحكم فى دوله خليجيه مثل البحرين و دخول العمامه بشكل رسمى لاجتماعات دول مجلس التعاون الخليجى.  لهذا الكثير من النخب الخليجيه تنظر الى حل الازمه البحرينيه من زاويه أخرى و بمقترحات أقل ما توصف بالكارثيه و عديمه الجدوى ولاتلامس أصل الواقع على الارض.
أحد المقترحات لحل المشكله البحرينيه بزيادة الدعم المادى للحكومه البحرينيه لتحريك الاقتصاد و أمتصاص البطاله و تقديم الخدمات الاجتماعيه للغالبيه المحتاجه من الشعب البحرينى و رفع من مستوى الدخل لدى البحرينى لكى يوازى المستوى الخليجى.  فى المقابل المتتبع الدقيق للشأن الخليجى و خصوصا البحرينى يعلم جيدا أنه الحكومه البحرينيه لا ينقصها الدعم المالى بل ينقصا الاداره العليا الجاده و طريقه أدارة الاموال و و وضع الاولويات و مكافحة الفساد المالى.  على مر السنوات دائما كانت دول الخليج الغنيه مسانده للبحرين ماليا على طول الفترات التاريخيه خصوصا بعد أستقلال البحرين فى أوائل السبعينات.  الكويت معروفه فى التكفل فى بناء البنيه الاساسيه فى البحرين مثل المستشفيات, المدارس, الكهرباء و غيرها من الامور الحيويه.  الامارات خصوصا أبوظبى دائما تتكفل فى مشاريع الضخمه فى البحرين مثل الاسكان و غيرها من الامور التى تهم المواطن العادى.  السعوديه علاوه على المساعدات الماديه المباشره, تنازلت فى أوائل التسعينات عن حقل أبوسعفه النفطى بالكامل لصالح البحرين لتعزيز ميزانيتها من عائدات النفطيه.  أيضا لا ننسى الاسعار التفاضليه التى تقدمها السعوديه لنفطها المكرر فى مصفاة البحرين النفطيه و بعدها تباع المشتقات فى الاسواق العاليه بالسعر العالمى لصالح الميزانيه البحرينيه.  على صعيد القطاع الخاص دائما دول الخليج توجه القطاع الخاص لديها للاستثمار فى البحرين و فتح أفرع هناك خصوصا القطاع المصرفى للمساهمه بالتقليل من البطاله و تحويل البحرين لمركز عالمى مالى لتجارة الافشور.  لكن العله مره أخرى فى سوء الاداره و أمتصاص الاموال الخليجيه من قبل المتنفذين فى البحرين و تجييرها لصالح شركاتهم و حساباتهم الخاصه تاركين بقية الشعب يعانى لوحده.  على سبيل المثال دائما تتعمد السلطه فى تجيير المساعدات الخليجيه و الماليه لصالح المضاربه فى العقارات و ارتفاع أسعار الاراضى و بناء المجمعات لسكن الاجانب, و تكون تلك المشاريع العقاريه مملوكه لمن فى النظام و تتضاعف ثرواتهم بسبب المساعدات الخليجيه الماليه.  ولاننسى دخول عامل التجنيس السياسى البحرينى الذى يمتص الكثير من المساعدات الخليجيه السابقه ولا يترك للمواطن الاصيل الفرصه لكى يستفيد.  لهذا أى كلام عن مساعدات خليجيه أضافيه يعنى الدوران فى نفس الدائره المفرغه ولن تحل مشكلة الشعب البحرينى و بل ستزيد أصراره بالثوره لانه سيرى المزيد من سرقة الاموال و التفاوت الصارخ فى مستوى الطبقى ...
الحل الآخر التى تروج له النخب الخليجيه بفكرة الاتحاد الخليجى المشترك على وزن كونفيدراليه أو فيدراليه لامتصاص المعضله البحرينيه و جعل الاغلبيه الشيعيه يذوبون فى البحر من الاغلبيه السنيه فى منطقة الخليج و تتشتت جهودهم المطالبيه.  أيضا تلك الفكره من أنواع الضرب فى الخيال لانه أى أندماج مع شعب ليس مقتنع بالاتحاد مع الدول الاخرى يحول الامور الى أحتلال وله تداعيات كبيره على المستوى المحلى و العالمى. بالاضافه الاتحاد مع البحرين ليس بالضروره أنتهاء الازمه لكن تصدير للازمه الى دول خليجيه أخرى خصوصا للتجمعات الشيعيه الاخرى فى الخليج و منها الاقرب فى المنطقه الشرقيه فى السعوديه و ينتج عنها أنتشار المشكله بعدما كانت فقط محصوره فى البحرين. كذلك الدول الخليجيه الاخرى ليست أصلا مستعده لفكرة الاندماج الكامل أو حتى بشكل آخر لان لديهم ما يكفيهم من المشاكل الداخليه و ليس لديهم الاستطاعه لتحمل بشكل مباشر مشكله الشعب البحرينى بأكمله و التورط فى الوحل البحرينى. 
بعض النخب الخليجيه تدفع بأتجاه التجنيس السياسى فى البحرين لكى يتحول المواطن البحرينى الى أقليه فى بلده و بدل أن لا يلتفت الى الاصلاح السياسى يغرق فى المشاكل اليوميه مع المجنسين الجدد و كيفية التعامل معهم ويضيع صوته بعدها يتحول الى أقليه فى بلده الاصلى.  فعلا التجنيس السياسى أصبح من الاولويات الحاليه للنظام البحرينى خصوصا فى أواخر التسعينات و الالفيه الجديده تم أختيار التجنيس السياسى كحل لمسخ الهويه البحرانيه الاصليه و أذلال المواطن البحرينى لنسيان حقوقه المشروعه.  لهذا قام النظام البحرينى بعمليات تجنيس هائله (على غرار عمليات التجنيس السياسى الكويتى فى السبعينات), و أعطاء المجنسين الجدد الاولويه فى المشاريع الخدماتيه مثل الاسكان و الصحه على حساب المواطن الاصيل.  كالعاده فى الحلول الترقيعيه أنقلبت الآيه و أصبح المجنسون الجدد عبئ كبير على النظام البحرين, حيث أزدادت نسبة الاجرام و السرقات و ترويج المخدرات فى هذا البلد الصغير المسالم بسبب المجنسين الجدد الذى ليس لديهم وازع أخلاقى ولا دينى على خلاف باقى أهل البحرين المحافظين.  كذلك تورط المجنسين الجدد فى شبكات أرهابيه خصوصا تابعه لتنظيم القاعده وفى أكثر من كشف لتلك الشبكات كان جل أعضائها من المجنسين الجدد المستفيدين من الحصول على الجنسيه البحرينيه و الجواز فى حرية التنقل و الاتصال فى المنطقه, مما تسبب فى الكثير من المتاعب للنظام البحرينى بسبب تورط المجنسين الجدد فى عمليات ضد حلفائها الغربيين الرئيسيين مثل الولايات المتحده. علاوه على ذالك المجنسين الجدد ذو لثقافه الغريبه على البحرين تم توطينهم فى مناطق معروفه لاهل السنه البحرينيين, مما تسبب فى الكثير من المشاكل الاخلاقيه و غيرها مع المواطنين, مما تسبب فى هجرة الكثير من أهل السنه البحرينيين لوطنهم لدول خليجيه أخرى بسبب همجية المجنسين الجدد. التجنيس العشوائى السياسى فى البحرين ساهم بحد كبير فى التضييق على المواطن من الناحيه الخدماتيه و حفزت المواطنين وشجعتهم بالوقوف ضد النظام و سياساته التجنيسيه الظالمه و الخروج الى الشارع بشكل ضخم لتعبير عن أحتجاجهم لما يحدث فى البلد لهذا بدلا من ان يحبط التجنيس المواطن البحرانى فى وطنه كان عامل كبير للثوره الذاتيه و الخروج على النظام.
الحاله الحاليه من التعاطى الخليجى بشقيه الحكومى و الشعبى مع الازمه البحرينيه سواء بمباركة القمع الحكومى هناك أو تجاهل الوضع المأساوى للشعب البحرينى وفوق هذا الاتهامات العشوائيه بعمالة المتظاهرين لايران و غيره من الكلام الازدرائى لن يحل أصل المشكله بل يعقدها أكثر لنتائج لا تحمد عقباها.  تجاهل حال الشعب البحرينى و عدم التدخل الجدى لانهاء الازمه هناك يعنى المزيد من التطرف من جانب البحرينيين و خصوصا مع أزدياد أعداد القتلى ووصلت الانتهاكات حتى الى النساء فى حوادث فريده على المجتمع الخليجى المحافظ.  لايريد أحد من الشعب البحرينى بالجنوح الى الخيار العنيف بعد فقدهم جميع البوادر للاصلاح و صد دول الخليج و نخبه عنهم لكن مع أستمرار الوضع الحالى الاحتمالات تزداد لاى وسيله كانت لكبح جماح العنف الحكومى.  لنا العبره فى شيعة لبنان, خلال تاريخهم السابق كانو أضعف فئه على المستوى اللبنانى و كانت النخب و الدول العربيه تتجاهل الاحتلال الاسرائيلى لمناطق الشيعة لبنان الجنوبيه و هذا التهميش العربى لقضية شيعة لبنان امام الاحتلال الاسرائيلى جعل الشيعه يعملون السلاح بأنفسهم و يشكلو خلايا المقاومه الشعبيه التى أتحدت بعدها فى تنظيم حزب الله.  و مع الخبره القتاليه المتراكمه و الدعم الايرانى أستطاع هؤلاء البسطاء و المهمشين فى السابق من الشيعه من طرد الاحتلال الاسرائيلى من لبنان و فوق هذا أصبحوا اللاعب الرئيسى على الساحه اللبنانيه وبل الركن الاساسى لاى تسويه فى الشرق الاوسط.  لهذا أذا أستمر التجاهل الخليجى لما يحدث فى البحرين و خصوصا الاغلبيه الشيعيه المطالبه الى الآن فقط فى حقوقها الاساسيه فلا نستغرب فى أستنساخ النموذج اللبنانى لحزب الله فى البحرين للحد من القهر و الانتهاكات ضد الشعب الاعزل امام آلة القتل و التنكيل للنظام.  لذا يجب على دول دول الخليج و نخبه الجنوح لجانب العقل و حل مشكلة الشعب البحرينى بجد خصوصا أنه المطالب لا تزال حقوقيه ولا تتعدى النظام العام و  محصوره فى عزل الفساد و رؤوسه فى البحرين. 
المؤشرات الحاليه و على شدة القمع الحكومى لايبدو على الامد القريب القدره على أخماد الانتفاضه البحرينيه و كسر عزيمة الشعب. الانتفاضه الحاليه فى البحرين نوعا ما تختلف عما سبقتها حيث الظروف الدوليه, و الانفتاح الاعلامى الكبير مع وسائل الاتصالات جعلت من الصعب التحكم فى الاخبار ووسائل التحفيز لدى المتظاهرين.  أيضا نسبة الشباب الكبيره فى المجتمع البحرينى و عدم قدرته على تحقيق طموحاته فى ظل حكومه عاجزه, جعلت الشباب يخرج عن بكرة أبيه الى الشوارع للمطالبه بحقوقه العامه.  فلا تخسر دول الخليج الوقت بالتردد و عدم التدخل الجدى لانهاء المشكله. المطلوب فى البحرين يتمثل فى دستور مطور يملك الصلاحيات الواسعه للتشريع و الرقابه على غرار دستور ال 73, و أيضا عزل الفاسدين و عديمى الكفاءه فى الحكومه البحرينيه و أستبدالهم بآخرين من داخل الاسره الحاكمه أو خارجها أكثر ديناميكيه و قدره على حل المشاكل المتراكمه و محاربة الفساد و الفقر فى المجتمع البحرينى.  الشعب البحرينى طيب ووقف كثيرا مع دول الخليج ولم يتآمر يوما على المصالح الخليجيه, يكفى خلال حرب تحرير الكويت لم يقلب البحرينيين الطاوله أو يستغلوا الاحداث للمطالبه بحقوقهم المسلوبه و عمل الاضطرابات و أبتزاز النظام و الخليج فى تلك الظروف الحرجه مثلما عملت بعض الشعوب العربيه الاخرى التى كانت تعتبر صديقه, بل وقف الشعب البحرينى مع دول الخليج الى ان أنتهت الازمه و تم تحرير الكويت.  علينا فى دول الخليج من باب المصالح المشتركه و لأمن الخليج وأستقراره الاستماع للاصوات الشعبيه البحرينيه بحكمه و الضغط على النظام لعمل الاصلاحات الرئيسيه لما فيه أزدهار البحرين و رفعة شعبه و أمن و أستقرار الخليج فلا يريد أحدا أن تتحول البحرين الى كوبا الخليج أو لبنان جزيرة العرب مسببه صداع أبدى للمنطقه و أستنزاف أمنى و أقتصادى لانهاية له ....

الاهداء الى أرواح جميع شهداء ثورات البحرين

    
              



No comments:

Post a Comment