Sunday 9 October 2011

معضلة ناصر أبل بين عوام الطائفه الشيعيه و نوابهم

تابع الكثيرون على مدى الاشهر الثلاثه الماضيه الاخبار المتعلقه باعتقال المغرد ناصر أبل بتهم تتعلق بتعرضه بالاساءة لرؤساء دول خليجيه و ايضا لبعض المذاهب الاسلاميه بكلمات خارجه عن اللياقه العامه.  انقسم الشارع الكويتى بين مؤيد لاعتقال المغرد أبل بسبب تهجمه و آخرين مستنكرين لذالك من باب الحريه التعبير و الفضاء الحر.  لكن الاهم فى الموضوع تفاعل الشارع الشيعى مع خبر أعتقال ناصر أبل خصوصا بين فئة الشباب و الناشطين للمطالبه بأطلاق سراحه.  ظاهرة تفاعل الشارع الشيعى لاطلاق سراح المتهم أبل كانت نوعا ما أستثنائيه على تلك الطائفه المدنيه الحضريه التى فى العاده ما تحترم قوانين الدوله و ليست من أعرافها و تقاليدها المتواتره التدخل و التعاطف مع المتهمين من أبنائها خصوصا عندما يصل الامر الى القضاء و العداله.  لنا فى تجربة ياسر حبيب على سبيل المثال خير دليل على ان الشارع الشيعى لم يستحسن الوقوف مع المسيئ من أبنائه خصوصا أذا وصل الامر الى التعدى على المذاهب الاخرى و التراشق الطائفى.  فما الذى  حصل فى قضية ناصر ابل بالتحديد لكى يكسر الشارع الشيعى و عوامهم العرف, و يتحولون الى مناصرين لأبل و الاعتصام و توصيل الرسائل الاحتجاجيه بكافة الوسائل القانونيه المتاحه ؟  
 بداية الكل يتفق على نزاهة القضاء الكويتى و أحترام أحكامه لهذا لسنا فى موضع التدخل فى الاحكام القضائيه لايماننا العميق بشموخ و عدالة القضاء الكويتى إضافه على رفضنا التام لاى اساءه شخصيه ضد رؤساء الدول و المذاهب الدينيه.  لكن من الامور التى جعلت الطائفه الشيعيه تخرج من صمتها و تفزع لابنها ناصر أبل هو بعض الملاحظات التى شابت الاداء الادارى خلال المحاكمه و أيضا ظروف الاعتقال.  ومنها على سبيل المثال خلال أحد جلسات محاكمة أبل خلال شهر رمضان لم يرسل ملف القضيه بحجة أن الموظف المختص نسى ذلك, و تم أعادة المتهم أبل الى السجن و تأخير المحاكمه. جلب المتهم ابل معصب العينين من السجن بشكل مقزز ولا انسانى خلال المحاكماته و كأنه مرتكب جرم أرهابى كبير.  علاوه على ذلك أن الاتهام و التبليغ عن ناصر أبل تم من خارج الكويت مما قد يفتح المجال فى المستقبل لتلقى أوامر خارجيه للقيام بالمزيد من الاعتقالات مما يعد خرقا فاضحا لسيادة الكويت و أستقلالية القرار بها.  كذلك لا ننسى التعرض الشخصى من قبل نائب معروف بمواقفه الكوميديه ضد السيده الفاضله والدة ناصر أبل و هى فى حالة المرض, مما أستفزالشارع الشيعى و أعتبرها نوعا من أنواع التحدى.  أيضا لانغفل قيام الآخرين بالفزعه للمتهمين من ابناء عمومتهم و قبائلهم فى قضايا سابقه أشد خطوره بالمقارنه مع قضية ناصل أبل, و ترك الاثر الكبير على الشارع الشيعى للعمل بالمثل مع أبناء عمومتهم على حساب دولة القانون للاسف.  أما النقطه الاهم لتعاطف الشارع الشيعى هى الازدواجيه فى معايير الاعتقال, حيث أن التهمه الرئيسيه ضد أبل كانت استخدام الالفاظ خادشه ضد زعماء دول خليجيه و تحقير المذهب السلفى بالخصوص.  وفى نفس الوقت يتم التهجم يوميا على المذهب الشيعى و كبار رجال دينه و مراجعهم من خلال التويتر و غيره بألفاظ يعف اللسان عن ذكرها و أيضا يتم سب و شتم رؤساء دول مهمه للكويت مثل الولايات المتحده و غيرها  لكن لا يتم التحقيق مع المسيئين وإنما يتم تكريمهم من قبل مجاميعهم أمام الرآى العام وسلطات البلد !!!      
أما بالنسبه لنواب الشيعه, بأستثناء نائب حسن جوهر الذى أبدى رأيه واضحا فى البدايه بتهديد وزير الداخليه فى اول أيام أعتقال أبل من خلال حسابه فى التويتر, و بعدها بأقل من أسبوع قلب على عاقبيه و أدان أبل فى مقالته الاسبوعيه, لم يتكلم أحد من نواب الشيعه فى الموضوع الا بعض التصريحات الخجوله بعد أعتصام شباب الطائفه أمام مسجد مقامس.  وفى رأيى الشخصى هناك ثلاث أسباب لسكوت نواب الشيعيه عن قضية ناصر أبل.  السبب الاول كما قال النائب صالح عاشور أن القضيه فى القضاء و لايمان نواب الطائفه بنزاهة القضاء و قوانين البلد لهذا لم يتدخلو فى الامر لكى لا يكونو بموضع تناقض فى مواقفهم أزاء أحترام قوانين الدوله و تطبيقها.  السبب الثانى أن نواب الشيعه كانو ينتظرون ايضا تعاطف النواب الوطنيين الآخرين لكى يقومو بتحرك مشترك فى القضيه لابرازها على انها قضية رأى عام وطنيه و ليست قضيه طائفيه بحته, و للاسف لم يحدث ذالك التحرك الا متأخرا من قبل النائب صالح الملا بتصريحه المساند لقضية ابل أيضا تزامنا مع أعتصام مسجد مقامس.   أما السبب الثالث و الاخير أن ممثلين الطائفه الشيعيه فى البرلمان أستنفذو ما لديهم من طاقه و ليس لديهم المزيد لتقديمه لمثل مشكلة أبل أو حتى مشاكل أخرى و حان وقت التغيير الشامل فى أول أنتخابات قادمه ...
أن لنا فى قضية المواطن ناصر أبل الاستفاده و أخذ العظه مما حدث حتى لا تتكرر الحادثه مع أى شخص آخر لا سمح الله.  لنحاول جاهدين أصلاح أى خلل أدارى فى جسد القضاء الكويتى للحفاض على حقوق المتهمين و سرعة المحاكمه.  بالاضافه الى ذلك من المهم توعية الشباب و تعليمهم ثقافة الحوار و النقاش العلمى الموضوعى بعيدا عن العبارات العنيفه الخادشه للآخر
للتذكير: أول من أبرز قضية ناصر أبل هو الكاتب جعفر رجب. 

No comments:

Post a Comment